بحث في المدونة الإلكترونية

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

وجع

وجع
بقلم آمنة بحيرة (المغرب)
اقدر المشاعر العارمة التي فاضت داخل الأقفاص الصدرية للفئات المسحوقة من المغاربة
الطريقة التي استشهد بها محسن فكري لا تشترط دراسة القانون  او الممارسة في مجالاته لاستخلاص انها جريمة.
احتراما مني لاهل القانون ، اترك ذوي الاختصاص الخوض في تفاصيل الجريمة.
استعمل فقط حقي كمواطنة ومن خارج القطيع ،في القول بحزم و بأعلى الصوت، إنها إحدى جرائم النظام  العديدة و المتنوعة ، جريمة ممنهجة تبدأ من الفساد الإداري  المؤسس
والمتغلغل في كل جيوب النظام  برا و جوا  و بحرا ،جريمة قتل عمد لسببين:
السبب الأول هو إصدار  رجل سلطة  أمرا بالطحن بدم بارد ولم يكن ليفعل لولا  معرفته المسبقة بقيمة المواطن المغربي في نظر  القائمين على أمورنا .
السبب الثاني هو ان الآلة كانت متوقفة وبعد صدور الأمر  بتشغيلها ضغط العامل على الزر و الشهيد وزملاؤه داخلها.
جرائم لم تتوقف عند  شتم او صفع او اعتقال  تعسفي أو تفقير او تجهيل او تركيع و تخويف و ترهيب  بالمخزن .
من منا لا ترتعش  فرائسه لدى رؤية شرطي في الشارع  ولا يحرص على ترك مسافة سبعين مترا  بينهما ؟!
قمة الألم عشتها إلى جانب بعض أسر  الطلبة المحكومين  بأحكام جاهزة قاسية :
المعتقل السياسي هشام بولفت 15 عاما نافذة.
المعتقل السياسي ياسين المسيح 15 عاما نافذة.
المعتقل  السياسي عبد الوهاب الرمادي 10 أعوام نافذة.
المعتقل السياسي عبد النبي شعول 10 أعوام نافذة.
المعتقل السياسي مصطفى شعوب 10 أعوام نافذة.
المعتقل السياسي بلقاسم بنعزة 10 أعوام نافذة.
على سبيل المثال لا الحصر.
بعد النطق لتلك الأحكام الجائرة ،ارتفعت اصوات بعض الأحرار  لتدينها ، صرخت حناجر الأمهات والاحشاء تتقطع على  فلذات الأكباد.
الشهيد مصطفى مزياني لفظ أنفاسه تحت الحراسة المشددة،
دولة تراقب طالبا يخوض معركة الأمعاء الفارغة من أجل إعادة التسجيل في الكلية و على مدى 72 يوما  مقيدا.
ما العبرة من ربطه من يده إلى السرير؟
قدمت عائلته في منتصف المعركة  لنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج ومنعوه عنها!
شهيد هنا و شهيد هناك، قافلة جديدة تلتحق بشهداء و شهيدات الشعب المغربي.
ترددت في السنتين الأخيرتين عبارة الوطن ينزف ،استمر النزيف بإصرار.
ابواق تغرد خارج سرب الكادحين، اخبار مزورة عبر الإذاعات و القنوات.
انتخابات تحمل وعودا زائفة يوزعها الاتباع على الأرض و في العالم الافتراضي. جنود مجندة تصدت  لكل من  يحاول رد الرماد المتطاير في الهواء الملوث عن عينيه.
واصل النظام و أجهزته و مؤسساته و الأعوان الموسميون طريقهم لإنجاح انتخابات لا تتوفر حتى على النصاب القانوني  من المصوتين ، هللوا و رقصوا  و تراشقوا  بالتهم نفسها الكلاسيكية من تزوير و غش و شراء الأصوات...
أثبتت التجارب ان الخلاف  لم يعد  يخضع  للانتماء الطبقي كما هو محدد في  النظريات الاشتراكية ،فالمجتمع المغربي خلق  التفرد .
لو نظرنا إلى اليسار تنظيمات و أفرادا  ،اما الدكاكين فلا تعنيني،سنجد أن الاختلاف  أصبح خاضعا لمقاييس جديدة منها :
- إما مواجهة الفساد بكل الوسائل او مغازلته على انه امر واقع.
- الانتماء لفئة لها مدخول يضمن مستوى معيشي معين فإما القبول بالعيش  بكرامة مداسة او  انحياز   إلى الشعب ،في هذه الحالة، سؤال  يطرح  نفسه:
كيف السبيل إلى ذلك ؟
عن طريق الالتحام قدر المستطاع بالمسحوقين  وقبل ذلك الاعتراف بأن نقط الالتقاء اعمق وليست اقل  أو  اكثر  من حيث الكم؟
ام بالنفاق و هذا هو واقع الحال إلى حدود اللحظة؟
تم طحن محسن  في آلة طحن النفايات !
من خرج للشارع و من لم يخرج لأسباب تخصه، الإنسانية جمعاء  تحت وقع الصدمة .
خرجت الجماهير إلى الشارع من قبل ،وستظل تخرج .
لكن ما  تعرض له الشهيد يفوق بكثير حماسكم ،
يتجاوز  صراخكم و إعطاء صورة حضارية لاحتجاجاتكم،
وإظهار قدرتكم على التنظيم.
على عاتقنا مهمة تاريخية،لقد تجاوز الاستبداد كل حدود الهمجية.
ماذا بعد طحن انسان عن قصد ؟!
لم تكن حادثة سير ،او أية حادثة أخرى.
أين ضجيج الأمس عشية 7 أكتوبر؟
بعد طحن الشهيد محسن فكري يجب أن نعرف نحن الجماهير الشعبية انه علينا ان نفكر في اختيار من   أحق بالكلام  باسمنا.
الخروج إلى الشارع بهده الإعداد دليل على  وعي و نضج وليس فقط صرخة وجع ستخفت شيئا فشيئا مع مرور الوقت.
كان السمك أكلتي المفضلة التي لا استغني عنها ولم اذقه منذ طحن الشهيد مع  أسماكه.
فكيف سيكون حال من حملته ووضعته و ارضعته وكيف حال  أبيه و اخوته؟!
انحناءة إجلال لأم شهيد التعذيب في المخافر ،معاد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق