بحث في المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 فبراير 2024

حين يصبح كل شيء تجارة

#مطر_أسود

كل ما يحيط بك تجارة وتجّاراً

عندما يتعاطى التجار مهنة بيع وشراء الأرواح والارزاق نسمّيهم سياسيين 
إنما ان طوّروا تجارتهم بشراء وبيع تذاكر سفر إلى الجنة والجحيم نسمّيهم عندئذ رجال دين 
عندما يعتبر الطبيب مريضه زبوناً يتحوّل فوراً لتاجر صحة 
المحامي لا يدافع عن موكله بل يتاجر بقضيته وحتى انّه يدخل بمساومات وبمفاوضات بمعنى صفقات مع زميله لبيع القضية برمّتها
المهندس تاجر وسيط بين الصناعة والتقنيات والمباني والطرقات والزراعة وبين المواطن 
التاجر ليس غير سمسار يفرض خوّته بين كل أنواع البضاعة في الأسواق وبين الناس 
التاجر لا يرى الأشخاص ناساً بل زبائناً دائمين موجودين لخدمته كي يربح
شعار ان الزبون دائماً على حق يعني شيئاً واحداً للتاجر هو ضرورة اقناع الزبون ان يخسر ماله طواعية كحقّ له و كواجبٍ عليه
المصرف بيت  لص خامل جدّاً امتهن التجارة والمكر معاً فبدل ان يسعى في الأسواق لسرقة الناس يُقنعهم بأن يأتوا إليه استسلاماً وفرحاً ليسلموا أموالهم طواعية بلا شجار وبلا تهديد بالسلاح او بالكلام
الفيلسوف مبتكر افكار يصعب التجارة بها لأنها سبب الخسارات في معظم الأوقات
الأديب بائع عبارات منمّقة و آمال وآلام ومشاهد مؤثرة جارحة للذاكرة وللقلب وللعقل وحتى للحجر انماعلى ورق تفتته حشرات عتّ لا تراها العين
كل من عليها تجاراً وامريكان واشباه أمريكان و متأمركين اكثر من الامريكان انفسهم هدفهم تكوين رأسمال  حرام لتبقى عبداً او خادماً او مملوكاً عندهم او عند الذين "خلّفوهم"

لا تفرح كثيراً حتى انت ايها القاريء تاجر
أخبرني ما مهنتك لأخبرك ما تجارتك
حتى الزاهد بالدنيا إنما يبيع دنياه ليشتري آخرته
كل ما يحيط بنا تجارة وتجّار أخطر من الجنّ ومن الأشباح

الثلاثاء، 30 يناير 2024

وهم البطولة

بقلم شجاع الصفدي 
غزة - فلسطين 
هل تثاءبت وتمطيت نصف ساعة في فراشك، قبل أن تنهض لتأخذ حماما ساخنا وتشرب كأسا من " نسكافيه الكفار "،مع إفطار خفبف حتى لا تثقل معدتك التي ينتظرها غداء دسم جدا، ثم تفحصت خزانة ملابسك الكبيرة لتنتقي منها بزة سوداء فاخرة، واخترت جواربك وملابسك الداخلية ،ثم ارتديت بالطو الجوخ وجلست لتتصفح الأنباء عن قطاع غزة لتطلع على عدد الضحايا من الجر.حى و الشهد.اء ، ثم بدأت باستقبال الاتصالات من وسائل الإعلام لتعقب على مجريات الأحداث ، وأبديت مواقفك الحازمة ،ثم اتصلت بأقرانك مبديا عدم رضاك عن بعض الخارجين عن الصف من القاعدين الذين ينتقدون ما يحدث، ثم استقبلت طاقما تلفزيونيا وعقدت لقاء مصورا تحدثت فيه عن صمود الشعب العظيم الذي لا يقهر !!، والذي تراهن عليه أن تعلن الانتصار!.
يبدو أنك فعلت ذلك كله ،وذهبت لتناول الغداء الدسم مكافأة لمعدتك بعد المجهود الجبار الذي بذلته منذ الصباح.