بحث في المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 يناير 2018

صورة لعاملات اﻷسواق الممتازة

صورة لعاملات اﻷسواق الممتازة
بقلم بنمحمد عبد الرزاق
مدون: المتقاعد السككي
كثيراما زارالمغاربة بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم الطبقية الأسواق المغربية الممتازة التي تعددت أسماءها وتنوعت سلعها وتقاربت أهدافها، نزور هذه الأسواق وهدفنا الوحيد هو اقتناء أجود وأرخص ما تجود علينا به من معروضات مستوردة من دول أخرى، مع العلم "أن المغاربة يعشقون كل ما هو أجنبي ودخيل على حياتهم"، نجوب السوق طولا وعرضا وعيوننا على الأشياء الجميلة التي تمنح للزوارشهية الحضور ولذة الإقبال عن الشراء، إنهن العاملات الشابات الجميلات الأنيقات الفاتنات الواقفات العارضات واللواتي تزين مناظرهن كل ركن من أركان السوق، أينما ولى الزائر وجهه فلايجد سوى "الصبا والجمال".
لكن هل سبق وتساءل أحد المواطنين عن هؤلاء الفتيات، من هن ؟ وماهى الدوافع التي أرغمتهن على العمل داخل هاته الأسواق وبهذه الصفة وهاته الهيئة وهذا الجمال المصطنع ؟
معظم هاته الفتيات إن لم يكن كلهن، طالبات ومتعلمات وحاصلات على شواهد جامعية أو تكوينية تصل أحيانا إلى مستوى شهادة " الماستر" منحدرات من أسر ضعيفة أو فقيرة، ومنهن من خرجن للعمل لمساعدة أسرهن على تحمل أعباء الحياة، لكن هل وجدن في هاته الأسواق ما يبحثن عنه ؟
باختصار وخلال زيارتي لإحدى المدن المغربية وأنا أتجول في أحد أسواقها الممتازة، فتحت نقاشا جانبيا مع إحداهن حول ظروف العمل والتوقيت والأجرة والتحرش وإشياء أخرى، كانت منفتحة معي في ردودها لدرجة لم أكن أنتظرها، أولا هذه العاملة حاصلة على شهادة جامعية عليا، سبب خروجها للعمل هو فشل زواجها وهي التي تعيل طفلين مع الكراء ومصاريف الحياة، تتقاضى 1500 درهم شهريا وتعمل 12 ساعة يوميا وقوفا، قالت أن ثمن الماكياج وحده يكلفها 300 د شهريا، أما أختها الصغرى التي تعمل معها في نفس السوق  مكلفة بالصندوق فكثيرا ماتحصل شهريا مابين 700د و1000د نتيجة للأخطاء التي تحدث مع الزبناء خلال الأداء.
قالت بأن إدارة مؤسسة السوق الممتاز، تعمل على تغيير العاملات بشكل دوري ولايمكن للعاملة أن تظل في العمل أكثر من 60 يوم حتى 90يوم على الأكثر ليتم بعدها الطرد، وكل عاملة مطرودة تقدم لها الادارة وعدا بالمناداة عليها في القريب للعودة للعمل حتى لاتفكر في تقديم أية شكوى أو احتجاج.
ظروف العمل في الأسواق الممتازة تبقى سرا من الأسرار تخفيه مظاهر العاملات اللواتي يرغمهن العمل على الظهور كأميرات يمارسن عملهن عن بنخوة وغنج ودلال، لكن الله وحده من يعلم حالهن. والشكوى لمولاي الكريم
بنمحمدعبدالرزاق