بحث في المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 مايو 2017

شرعية مهرجان موازين

*بنمحمدعبدالرزاق
مدون (المغرب)

لاشيء يشفع في استمرارمهرجان موازين كل هذه السنوات في بلادنا سوى شيء واحد وهو أنه يقام "تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمدالسادس " وهذا سبب واحد لإخراس كل الألسن التي تنتقد إقامة هذا المهرجان السنوي رغم سلبياته وإيجابياته.
من الناحية السياسية لم يستطع أي وزير ثقافة مغربي التحدث لنا مباشرة وإقناعنا بجدوى إقامة هذه التظاهرة الفنية العالمية كل سنة ، وانعكاسها سياسيا على الواقع السياسي في بلادنا، وإن كنت أعتقد أن إقحام اسم ملك البلاد في مثل هذه التظاهرات هو سلبي وسلبي جدا، حتى لايقع هناك تعارض بين المواقف الشعبية التي ترى أن سلطة الملك لايجب حصرها في مهرجان أو لقاء كهذا.
من الناحية الفنية ليست هناك أية إضافة يمنحها هذا المهرجان للموسيقى المغربية عموما وللفن بصفة خاصة، مادام جمهور المهرجان متعطش للسهرمع أي فنان لإفراغ مكبوت سنة بكاملها، وحتى الفنانون العالميون ورغم ما يقدمونه على المسارح المنتشرة في كل أركان الرباط، يبقى مجردشيء عابر، لايتذكره إلا الصحافيون والمنظمون ومن يسير في ركبهم.
من الناحية النفسية، يحس معظم زوار المهرجان بسرقة لحظات من حريتهم المغتصبة التي حرموا منها داخل المجتمع، وإعادة لحظات فرح رغم محدوديته ، فهم يرددون ويغنون ويرقصون ويهتفون في انتظار العودة إلى واقعهم الذي لامفر منه، داخل الأسر والمجتمع .
أنا لاأفهم معنى أن تقيم مهرجانا فنيا كبيرا في وطنك مهما بلغت درجة قدسيته، وتستدعي له فنانون عالميون وعرب ومغاربة ، وتدفع لهم أتعابهم بالعملة الصعبة، وأبناء وطنك محتاجة إلى تلك الأموال، في التعليم والصحة والتشغيل ومواجهة غلاء المعيشة.
لست أدري إن كان الملك محمدالسادس، قد وافق عن طيب خاطر وضع اسمه على منشورات المهرجان، أم أن هناك من استغل طيبته وانسانيته وتواضعه وفعل ذلك ، ليضعونا أمام حقيقة لايمكن مناقشتها.
شخصيا كمواطن عادي جدا يحب وطنه ويحترم ملكه ، أطالب بإزالة اسم " الملك محمدالسادس" من إعلانات مهرجان موازين، ذلك أن مساهمات الادارات العمومية والشبه عمومية والشركات وأصحاب المال والأعمال التي يجمعها المنظمون باسم " الرعاية السامية لجلالة الملك " هي نوع من الابتزاز التي تمارس على جميع المساهمين، ولا أحد يعلم حقيقة مداخيل تلك المساهمات ومن المستفيد الحقيقي منها.
لذلك أطالب الجميع بالعمل مستقبلا على المطالبة بعدم استغلال اسم " الملك " في أشياء لاتخدم المصلحة العليا للوطن وتسقطنا في نقاشات لاجوى منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق