بحث في المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 فبراير 2017

من نحن؟

بقلم  عذري مازغ

فرنسا عملت كل شيء في المغرب بمساعدة طحالب القومية العربية، في البدء مخزنت الملكيات الجماعية للسكان، ومن ثمة أجهزت على حقوقهم الثقافية والجماعية، واليوم نكتفي بإعادة ترتيب الأمر، لقد أغرقتنا القومية في مشكلة هي: هل نحن سكان المغرب الأقدمون؟ لقد فك الإرتباط بالأرض أصلا، ومن ثمة غدت مشكلة من نحن ومن أين أتينا، تفسر بشكل جيد تخبطنا، والجواب البسيط، بهذا التقديم المدهش: هو أننا من هناك في الوقت الذي يجب أن يكون الجواب نحن من هنا : حين تفقد الجماعات أرضها، يعني الأمر ببساطة أنها أتت من هناك ولا يهم بعد ذلك شكل جغرافية "الهناك" ، يمكن أن تتمثله أي دولة تريد تدجيننا، وهذا كان حدس كل غزاتنا حين راهنوا على أصلنا، هذه هي المشكلة، والغريب أن كل شعرنا الشفهي يؤكده، نحن دوما في غربة كما لو لم نكن قط من هنا .
الإحساس بالغربة، ولا أقصد هنا غربة الذات عن الذات وبالذات كما في الفلسفة المثالية، بل غربة الذات في بيئتها، لا تمثل في واقع الأمر إلا جبن الذات في التعبير عن وجودها الموضوعي في بيئتها، لقد بات علينا أن نستشف من الآخر الذي يسيطر علينا عطفا على أحوالنا، لقد باتت غربتنا نواحا يتوسل القائمين على أوضاعنا وأصبح الدين الذي به نتسول الآخر الذي يهيمن علينا، أصبح الدين شفاعة لنا في إقناعه في أن يرضى علينا، لأن الدين هو الوحيد الذي يلوث بيئتنا، الوحيد الذي نتقاسمه مع المسيطر علينا
بالشكل الذي أحب أن ابقى متمسكا بأمازيغيتي، أحب أيضا أن أأكد أننا شعب فارغ تماما : ننتصر فقط لإبقاء هيمنة الآخر علينا .
كل الملكيات الجماعية لسكاننا تخوصصة الآن بعد أن تمخزنت، تفويت بمعنى آخر، وجدير بنا أن نتمسك دوما بالسؤال من نحن؟ والجواب بسيط للغاية: نحن أمة تشهد على هلاكها وتوثقه بأصابعها: نحن أمة تنتخب من يفوّت هويتها .
الكسل وفقدان الإرادة هما عنوان غربتنا، هما هويتنا التي نتمسك بها، نحن مصابون بدفء الخرافات التي بها يحتضننا الآخر. في كل البحوث، حتى في أصل الجينات، نبحث عن أننا ننتسب إلى الآخر، إلى هذا او ذاك حسب الرعونة الطيبة للخلق ..
كم كرهت أن أكون امازيغيا،
أحب يوما ما أن نستفيق ونستعيد ذاتنا
كم جميل أن تكتشف أنك تنتسب إلى هذا الوطن، والأجمل في الأمر أن تستعيد وطنيتك، هذا كل شيء في الأمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق