بحث في المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 مايو 2021

من ‏قلب ‏غزة ‏

شجاع الصفدي 
غزة فلسطين 
*** *** *** في اليوم الأول من العدوان الهمجي،هيأ  زوجتي وأبنائي لما يمكن أن نواجهه من أهوال، جمعنا أوراقنا وأغراضنا الهامة ووضعناها في حقيبة عند باب البيت، حدث انفجار كبير قريب جدا، فزعت زوجتي وركضت مع الأولاد تجاه  الباب، أمام الخوف لم تنفع تهيأتي النفسية لهم،وحاولت مجددا أن أشرح الكثير من الأشياء التي قد تنفع في رفع المعنويات،لم أكن مهتزا ،وهبني الله ثباتا عجيبا ، فوجئت بطفلي الصغير يركض إلى غرفته رغم الانفجارات ويحضر كيسا ويضعه بجوار حقيبة الأغراض الهامة قائلا:"  أهم شيء أواعي العيد"، واحتضنته محاولا ألا يهزني ذلك، أمام مشاهد الأطفال الذين طحنتهم آلة الحرب الصهيونية، وتمكنت بفضل الله تدريجيا بث الاطمئنان في قلوب أبنائي وزوجتي لتجاوز المحنة ، وانتهت المعركة ، وما زالت ثياب العيد  تراوح مكانها، مع وعد مني بصنع عيد خاص لهم ، يلبسون ثياب العيد ويزورون أرحامهم برفقتي ، لتستمر الحياة، علمتهم ألا ينسوا الشهداء والجرحى من دعائهم ،علمتهم أن الله من علينا بسقف يأوينا،وآلاف الناس بلا مأوى،  علمتهم أن لا شيء سوف يمسهم بسوء دون مشيئة الله ، وكل ما علينا الصبر، الحرص والتوكل، هذا قدرنا ، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا،  ولله الأمر من قبل ومن بعد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق