قضى سبينوزا حياته قارئا للكتب المقدسة و للفلسفة، فقد كتب :
" لا أعرف إن كان الله فعلا قد تكلم ، لكنه إن فعل ، فما قد يكون قاله لكل مؤمن هو كالآتي :
توقف عن الصلاة و عن ضرب صدرك.. اريدك ان تخرج الى العالم و ان تتمتع بالحياة ..
اريدك ان تتمتع و تغني و تعمل ..
اريدك ان تستمتع بكل ما قمت به من اجلك..
توقف عن الذهاب الى تلك المعابد المظلمة والباردة.. التي بنيتها و قلت عنها انها مسكني !
مسكني في الجبال والاشجار والوديان والبحيرات والانهار ..
هناك حيث اعيش معكم و حيث اعبر عن حبي لكم..
توقف عن اتهامي بالمسؤولية عن فقرك لم اقل لك ابدا ان هناك شيئا ما شريرا بداخلك..
كما لم يسبق لي ان قلت لك انك ارتكبت الخطيئة..
ولم يسبق لي ان قلت ان ممارستك الجنسية او ان فرحك يشكل عملا قبيحا !
اذن لا توبخني على كل ما قيل لك ان تؤمن به..
توقف عن ترديد القراءات المقدسة التي لا علاقة لي بها ، فإذا لم تتمكن من قراءتي اثناء الفجر..
في منظر طبيعي..
في نظرة صديق..
في زوجتك..
في زوجك..
في نظر طفلك..
فلن تتمكن من ان تجدني في اي كتاب !
توقف عن الخوف مني
فلن احاكمك ولن انتقدك ..
انا لا اغضب و لا اعاقب ..
انا الحب الخالص ..
ملئت قلبك بالانفعالات ، بالرغبات ، بالاحاسيس ، و بالحاجيات الغير منسجمة ..
و في نفس الوقت منحتك الارادة الحرة فكيف يمكن لي ان اوبخك حين تستجيب لما وضعته انا فيك ؟
كيف يمكن لي ان اعاقبك و انت على هذا الحال الذي جعلتك عليه ؟
هل تفكر بشكل حقيقي و واقعي انه يمكن لي ان اخلق مكانا لأحرق فيه كل ابنائي الذين يتصرفون بشكل قبيح إلى الأبد ؟
اي نوع من الاله هذا القادر على أن يقوم بذلك ؟
احترم المختلف و لا تفعل ما لا تريده لنفسك ..
كل ما اطلبه منك هو ان تنتبه لحياتك
وأن تكون ارادتك الحرة هي موجهك
انت تشكل مع الطبيعة عنصرا واحدا
اذن لا تعتقد ان لك سلطة عليها ، انت جزء منها اعتني بها وستعتني بك ..
لقد وضعت فيك كل ما هو خير لك و جعلته في متناولك كما اني جعلت من الصعب الوصول الى ما ليس كذلك
فلا توظف عبقريتك عن ما هو سيء فيها لأجل الحفاظ على توازنها لصالحك عليك بالحفاظ على هذا التوازن متماسكا ، فالطبيعة نفسها تعرف جيدا الحفاظ عليه ، فقط ينبغي عليك عدم ازعاجها !
لقد جعلتك حرا بشكل مطلق ..
انت حر في ان تخلق من حياتك جنة او جحيم..
لا استطيع ان اقول لك إن كان شيء بعد هذه الحياة.. لكن استطيع ان اعطيك نصيحة :
توقف عن الايمان بي بهذا الشكل فأن تؤمن هو ان تفترض ان تتخيل و ان تتكهن…
لا اريدك ان تؤمن بي ، اريدك ان تحس بي في ذاتك ، حين تهتم بالحيوانات ، وحين تحتضن طفلك الصغير..
عبر عن فرحك و تعود على أن تاخد فقط ما تحتاجه..
إن الشيء الوحيد اليقيني هو انك هنا و انك حي و ان هذا العالم مليء بالعجائب التي بامكانك ان تتعرف و بشكل حقيقي ، على ما تحتاجه فيها..
لا تبحث عني بعيدا ، فلن تجدني .. انني هنا .. في الطبيعة، إن الكوسموس ( الكون ) هو انا!
سبينوزا ... في علم الأخلاق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق