استيقظ سكان الدار البيضاء صباح يوم 20 يونيو وكأن ذلك اليوم عيد، الحركة مشلولة الدكاكين مقفلة والناس مجتمعون سواء في المقهى أو خارجها ، وكان يخيم هدوء رهيب على المدينة، ارتأت السلطة وأعوانها أن تشرع في إرغام وإكراه أصحاب الدكاكين على فتح محلاتهم، ومنح حافلات النقل العمومي إلى أناس ليست لهم علاقة بالنقل، والإصرار على فتح المحلات التجارية قصد إفشال الإضراب. وشرع رجال الشرطة في تشتيت الجموع وانضمت إليهم فرق رجال الدفاع والدرك الملكي والقوات المساعدة على متن شاحنات عسكرية كأنها في استعراض، فتحول الإضراب إلى تظاهرات شعبية عارمة للتعبير عن سخطهم من الأزمة الخانقة جراء الحرمان والظلم والاستبداد. وقد كان المطلب الجوهري لهذا الإضراب هو: الإلغاء الفوري الكلي والضروري لكل الزيادات التي عرفتها المواد الاستهلاكية الأساسية في 28 ماي 1981
لم يكن هؤلاء الكادحون مسلحين، بل لم يكن باستطاعتهم حتى الدفاع عن أنفسهم، لكن بالرغم من ذلك، شن النظام المخزني ضدهم حملة قمع دموي بالرصاص الحي.
وقد بينت التحريات فيما بعد خلال فترة مايسمى اﻹنصاف والمصالحة أن الرصاص كان يستهدف الرأس والصدر والقلب. وقد رمي هؤلاء الشهداء في حفر بشكل جماعي، في مقابر جماعية سرية من بينها ثكنة عسكرية تابعة لرجال المطافئ بالقرب من الحي المحمدي، وتقول بعض التقارير إن بعضهم دفنوا وهم كانوا ما يزالون يئنون من جراحهم. حصيلة الانتفاضة الشعبية كانت رهيبة وكان عدد الشهداء كبيرا، وقد قدرت الجمعيات الحقوقية عدد القتلى بأزيد من 1000 قتيل، هذا إضافة إلى مئات الاختطافات والاعتقالات حتى وصل عدد المعتقلين إلى حوالي 26 ألف معتقل
مدونة شاملة جامعة امتداد لمدونة أطلس المغرب Atlas Elmaghrib والتي أسست يوليوز 2006 atlaselmghrib.blogspot.com
بحث في المدونة الإلكترونية
الثلاثاء، 20 يونيو 2017
إنتفاضة 20 يونيو 1981
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق