بحث في المدونة الإلكترونية

السبت، 15 ديسمبر 2018

التدوين والمدون

المغاربة في الفيسبوك شعب غريب وعجيب!!!
هم يعرفون كل شيء وكايفهمو فكولشي، تجده يكتب و ينشر أي شيء حتى وإن كان وهما أو سرابا،  المهم مايخليش حيطو خاوي، ينتقد يحلل يناقش أدق التفاصيل، يكشفون عِلَّة الحكومة والبرلمان ويعرفون سبب فشلها وتواطئها مع الباطرونا ضد ولاد الشعب وعايقين كذالك بقوالب المخزن وحكاياته مع المثقفين والسياسيين، ومع ذالك مامسوقينش.
إذن ماذا سيستفيد هذا الشعب من نشر فضائح الوزراء و البرلمانيين و الفنانين والدجالين؟؟!!
آش كانتسناو من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مدونين ويعتبرون أنفسهم مؤثرين؟!!
ما هو دور هذا (المدون) الفيسبوكي؟ إذ كان فعلا يمثل صوت الشعب ويعبر عن نبض الشارع؟!!!.
فبرغم علمه بكل مايحدث من تراجع في الحقوق على جل المستويات اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا، نجده خنوعا ذليلا لا آثر له على الواقع عكس ماكان عليه التدوين في بداياته الأولى.
وما يجعل من التدوين مجرد عبث هو أن ثمة  من يجيد الاصطياد في الماء العكر، فيعمد إلى تشويه القضايا وتبخيسها بشكل عبثي مفروغة من محتواها مما يبعث على الخبل والاضطراب النفسي، أو اللعب على وتر الطائفية وإثارة النزعات القبلية والدينية واللغوية فيقلب الحق باطلا ملوحا بورقة نظرية المؤامرة.
إن دور المدون ليس هو دور الصحفي حتى وإن كان يلتقيان في الكثير من الأشياء المشتركة، دور المدون هو البحث عن حقيقة الخبر وما وراء الحدث وإبلاغه للرأي العام وفق رؤية مجتمعية للحدث حسب مايتفق مع إديولجيته من أجل فتح نقاش واسع تبدى في كل الأراء حسب تفاعل المواطنين معها، فهو الذي يعبر عن رأي المواطن وتتبع الحدث من مبتداه إلى منتهاه، من خلال تواجده بعين المكان وقرب الفاعلين وعليه أن يقوم بذلك بكل مصداقية ومسؤولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق