بقلم المدون:
..... السفريوي محمد (المغرب)
هل ستشكل الانتفاضة الحالية في العراق و لبنان حالة شبيهة كتلك التي نتجت عن الثورات الأولى منذ مائة عام كثورة العشرين بالعراق ؟ وهل ستساهم في تصحيح المفهوم الشاذ للدولة في العراق و لبنان؟ و هل ستلعب دورا هاما و داعما و إسنادا معتبرا لبروز سردية جديدة للوطنية بالمنطقة؟ هل سنشهد ميلاد تيار وطني ينادي و يشترط اسقاط الفساد و الاستبداد و يرفض تفتيت الكيانات ، تيار يعترف بالنسيج الاجتماعي الفريد للمنطقة باعتبارها بلدان متعدِّدة الطوائف والأديان والإثنيات، ولا ينبغي لأي أيديولوجية أو سردية تاريخية أن توظف هذا المعطى للوصول إلى السلطة ؟.
و السؤال الأهم هل الإنتفاضات الحالية ستستطيع تحقيق بعض مما تحلم به قوى التغيير وفي صلبها الشباب من كرامة و حرية وديمقراطية و عدالة اجتماعية وتنمية، و تأسس لخطاب تنويري يسعى إلى الهيمنة في مجتمع طغى عليه الخطاب الطائفي والمذهبي و العشائري و الاثني ؟ .
هل سيستطيع الشعبين التخلص من سطوة المرجعيات الدينية و يعي أنها تشكل معضلة حقيقية تعترض اي مسار ممكن نحو بناء دولة لائقة كفؤة أي دولة مدنية ديقراطية تستوعب كافة ألوان الطيف المشكل للمجتمع؟
فيما يبدو أن الموجة الثورية الأولي حملت معها العديد من الحركات الاسلامية في كل من تونس و مصر و و ليبيا و سمحت لها بتصدر المشهد السياسي بعد كل انتخابات. لكن يبدو أن الموجة الثانية و التي انطلقت من السودان ستجرأ على طرح اشكالات جديدة إضافة إلى المطالب الرئيسية و أهمها وضعية الدين في الدولة. و ما يقع حتى الآن في العراق و لبنان دليل إضافي على كون تحديد طبيعة العلاقة بين الدين و الدولة أصبح أمرا ملحا و على شعوب المنطقة الحسم فيه.